تأثير التقلبات المزاجية في الحياة الزوجية – جريدة المدينة

الحياة الزوجية: بين الاستقرار والتقلبات

الاستقرار العاطفي: ركيزة العلاقة

في الحياة الزوجية، لا يخيف الغياب بقدر ما ترهق التقلُّبات. فأنْ تكون حاضرًا بمزاجٍ متغيِّر، هو أحيانًا أشدُّ وجعًا من الغياب ذاته، فالمزاجيَّة في العلاقات الأسريَّة ليست مجرَّد "حالة نفسيَّة"، بل زلزال صامت يهزُّ أركان المودَّة، ويجعل الحب يعيش على أطراف الأعصاب.

التقلُّبات المزاجية: بين الحنان والانغماس

الزَّوج أو الزَّوجة المزاجي (ة) لا يستقرُّ له حال، تراه يومًا حنونًا، ودودًا، مبتسمًا.. وغدًا متجهمًا، صامتًا، نافرًا بلا سبب واضح. فتغدو العلاقة أشبه بطقسٍ متقلِّبٍ، لا تدري متى تهطل العاطفة، ومتى يجفُّ الود.

التوازن العاطفي: سر السلام

الحياة الزوجية لا تحتاج إلى مثاليَّة، بل إلى اتِّزانٍ عاطفيٍّ يمنح الآخر الأمان. فالقلوب لا تزدهر في أجواء الشَّك والتقلُّب، بل في ظلِّ الطمأنينة والوضوح. الاستقرار لا يعني أنْ تكون دائمَ الفرحِ، بل أنْ تكون صادقًا في مشاعرِك، واضحًا في تعبيرِك، منصفًا في ردِّك، متَّزنًا في انفعالِك.

التواصل الصادق: جسر الفهم والتسامح

الزَّوج أو الزَّوجة الذي يعرف كيف يضبط مزاجه، يصبح ركيزةَ البيتِ، وطمأنينةَ الأبناءِ، وميزانَ العلاقةِ. فالأطفال -أيضًا- يتأثَّرُون بمناخ البيت، فكلُّ كلمةٍ، وكلُّ نبرةٍ، وكلُّ نظرةٍ، تُسهم في بناء شخصيَّاتهم أو اهتزازها.

الاعتذار والتسامح: سلاحان ذهبيان

كم من حبٍّ انتهى لا بسبب الخيانة، بل بسبب كلمةٍ قِيلت في نوبةِ ضيقٍ، أو صمتٍ قاسٍ في لحظة غضب. المزاجي أحيانًا يظنُّ أنَّ تقلُّبه "حق طبيعي"، وأنَّ الآخرَ يجب أنْ يتفهَّمه دائمًا. لكنَّه ينسى أنَّ القلوب مهما كانت قويَّة، تتعب من الاعتذار المستمر عن أفعالٍ لم ترتكبها.

الختام: بين الاستقرار والتغير

فالزَّواج شراكة، لا حلبة مزاج. ومَن أراد أنْ يحافظ على وهج العلاقة، فليدرك أنَّ الحبَّ لا يعيش في فوضى الشعور، بل في انتظام العطاء، واستقرار الودِّ، وثبات الموقف.

زر الذهاب إلى الأعلى